رسالة إلى أختي المنتقبة
أم إيثار
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد,
قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) : (( الدين النصيحة )) وقال : (( من رأى منكم منكرا فليغيره... )) .
* أختي المنتقبة : لقد من الله عز وجل عليك بارتداء النقاب فلبسته ممتثلة لأمره راغبة في ثوابه وجزيل عطاءه, صونا لنفسك ولمجتمعك من الوقوع في الزلل والسقوط في مستنقع الرذيلة , فلله الحمد والمنة .
= لكن هناك بعض الأخطاء التي يقع فيها البعض تشوه صورة المنتقبات وتخرج ذلك الزى الشرعي عن وظيفته وما أريد له.
** أنت تعلمين أن من شروط الحجاب الشرعي : أن يكون ساترا لجميع جسد المرأة ( على الأرجح ) لكننا نرى بعض المنتقبات كاشفة عن كفيها وأحيانا قدميها وعينيها وكثير فوقها وتحتها وأحيانا يكون غطاء الوجه غير سابغ فنرى بعض خديها فهل هذا هو الحجاب المأمور به شرعا ؟ بالطبع لا .
أختي : لقد امتثلت لأمر الله فأتي به عل أكمل وجه كما أمر
قال تعالى : (( وليضربن بخمرهن على جيوبهن ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها ))
قال ابن مسعود : إلا ما ظهر منها : كالرداء والثياب .
** أيضا من شروطه ألا يكون زينة في نفسه ,
** وأن يكون فضفاضا غير ضيق ,
** وأن يكون صفيقا لا يشف.
فلماذا نرى هذه العباءات المزركشة والمزخرفة بأشكال وألوان تخطف الأبصار أليست هذه زينة , ومع ذلك فهي ضيقة ,
والمعلوم أن الغرض من الثوب إنما هو رفع الفتنة ولا يحصل ذلك إلا بالثوب الفضفاض أما الضيق فإنه يصف حجم الجسم أو بعضه ويصوره في أعين الرجال , ويسوء الحال إن كان يشف فيرى ما تحته فتكون كالعارية تماما .
فهل ترضين أن ينطبق عليك قول الرسول الكريم : ( سيكون في آخر أمتي كاسيات عاريات وعلى رؤوسهن كأسنمة البخت العنوهن فإنهن ملعونات ) وزاد في حديث آخر , ( لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها وإن ريحها لتوجد من مسيرة كذا وكذا ) .
هذا قول من لا ينطق عن الهوى فهل بعد ذلك تجدين لنفسك من عذر بارتداء ذلك اللباس الضيق والمزخرف وقد وسع الله على الناس ووفر كل شيء لمريدة العفة والحشمة ؟
أما في سلوك المنتقبة نفسها فنحن نعتب عليها بعض الخصال ومنها :
* كثرة الخروج من بيتها بداعي وبدون داعي , فأنت تعلمين أختي الحبيبة أن الله تعالى قال في كتابه الكريم ((وقرن في بيوتكن)) وتلك درجة من درجات الحجاب , حجاب الأشخاص في البيوت بالجدر والخدر بحيث لا يرى الرجال شيئا من أشخاصهن ولا لباسهن ولا زينتهن الظاهرة ولا الباطنة ولا شيئا من جسدهن من الوجه والكفين وسائر البدن وقد أمر الله عز وجل بهذه الدرجة من الحجاب في تلك الآية , كما نعلم أن هناك أحاديث تحبب إلى المرأة البقاء في بيتها والقرار فيه وعدم الخروج حتى إلى صلاة الجماعة مع رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فإن قرارها في بيتها أرجى لها في الأجر عن الله .
فما بالنا بالخراجة الولاجة!
هل يليق بك أخيتي أن تزاحمي الرجال في الشوارع والطرقات .
* ترك العنان للبصر مع العلم بالحض على الغض : ( وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ) فكم من نظرة محرمة أودت بصاحبها وأوقعته في براثن المعصية والرذيلة وأنت حجبت نفسك عن أعين الرجال حفظا لهم من الفتنة فهلا ترفعت بنفسك عن النظر إلى غير المحارم قال تعالى: ( يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور ) .
وعن بريدة قال : قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ( يا على لا تتبع النظرة النظرة فإن لك الأولى وليست لك الآخرة ) .
* الخضوع بالقول ومحادثة الأجانب :
فقد نهيت المرأة عن مخاطبة الأجانب بكلام فيه ترخيم كما تخاطب زوجها وإنما تتكلم إن استدعى الأمر بصوت جاد عار عما يؤدي إلى الفتنة قال تعالى : (( فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض وقلن قولا معروفا ) .
وقال – صلى الله عليه وسلم – ( الأذنان زناهما الاستماع واللسان زناه الكلام ) .
وهل يليق بك أختي المنتقبة أن يسمع الناس كلامك أو ضحكاتك في الحافلة أو السيارة .
أختي الحبيبة ينظر الناس للمنتقبة أنها قدوة للنساء فهل أنت على هذا المستوى؟؟؟
فهلمي أختي الحبيبة إلى رضا الله تعالى , وإني أدعو نفسي وإياك إلى التوبة إلى الله تعالى وأن يغفر لنا إن كنا قد وقعنا في هذه الأخطاء أو بعضها , توبي توبة نصوحا والله يفرح بتوبة عبده و ( الله غفور رحيم ) يعفو ويصفح ولكن مع التوب وعدم الإصرار على الذنب واعلمي أننا مسئولون وأن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال ( اطلعت على النار فرأيت أكثر أهلها النساء ) .
فالله الله في الالتزام بأمر الله واجتناب نواهيه والعمل الصالح ف(إن الحسنات يذهبن السيئات ) والله أسأل أن يهدي جميع نساء المسلمين وأن يعصمهن من الفتن إنه ولي ذلك والقادر عليه.