اكتشافات أثرية هامة في غرب الأقصر للمركز الألماني للآثار المصرية
Großansicht des Bildes mit der Bildunterschrift: السكين السحري احد القطع المكتشفة في منطقة ذراع ابو النجا والذي كان يستخدم في بعض الطقوس الجنائزية يولي المركز الألماني للآثار المصرية اهتماماً خاصاً لمنطقة ذراع أبو النجا الأثرية غرب الأقصر، وبفضل جهوده يتم كشف النقاب عن معالم أثرية جديدة في هذه المنطقة بعد عقود طويلة من الإهمال.
منطقة ذراع أبو النجا الأثرية غرب الأقصر معروفة لدى الكثير من المتخصصين في مجال الآثار والمصريات. فهي تقع على بعد 700 كم جنوب القاهرة. اسم المنطقة يعود إلى القرية الحديثة الموجودة فيها والواقعة في الجزء الشمالي للجبانة الكبيرة الممتدة غربا والتابعة لعاصمة مصر القديمة طيبة. تلك المنطقة لم تحظ منذ وقت طويل بالاهتمام الكافي في مجال التنقيب عن الآثار. وربما يعود ذلك في المقام الأول إلى التدمير الشديد الذي لحق بها أثناء عمليات النهب التي تعرضت لها في القرن التاسع عشر، إضافة إلى الحفريات المكثفة التي شملتها آنذاك وأوائل القرن العشرين. وهذا ما جعل العديد من المهتمين بمجال الآثار يعتقدون أنها فقدت كل ما تحتويه من آثار، وان لا جدوى هناك من محاولة العثور على جديد. المركز الألماني للآثار المصرية، يحاول من خلال عمليات التنقيب التي بدأها هناك منذ عام 1991 أن يظهر الوجه الحقيقي للمنطقة ويخرجها من حيز التجاهل إلى دائرة الضوء والاهتمام.
اكتشافات هامة
Bildunterschrift: Großansicht des Bildes mit der Bildunterschrift: صورة جوية لمنطقة ذراع ابو النجا ويظهر فيها بقايا الهرم المكتشف
تهدف عمليات التنقيب التي يقوم بها المركز الألماني للآثار المصرية في منطقة أبو النجا تحت إدارة عالم الآثار د. دانيل بولتز في المقام الأول إلى معرفة شكل وتطور المقابر الملكية ومقابر الأفراد منذ الأسرة الثالثة عشرة وحتى العصر المبكر للأسرة الثامنة عشرة ( حوالي 1790-1425 ق.م ). ويخص بالذكر منها المقابر الملكية للأسرة السابعة عشرة، والتي كثر الجدل بشان شكل مقابرها. وعلى الرغم من الاكتشافات العديدة التي توصلت إليها البعثة منذ بدء عملها في منطقة ذراع أبو نجا، مثل اكتشافها لعشرين مقبرة صغيرة في الجانب الشمالي للمنطقة والتي ترجع لعصر الدولة الحديثة، إضافة لاكتشاف آخر لمقبرة كبيرة تقع في الجانب الجنوبي من المنطقة، فإن تلك الاكتشافات لم تصل إلى الهدف الأساسي للبعثة الأثرية، ألا وهو مقابر الأسرة السابعة عشرة. لكن مجريات الأمور تغيرت تماما بعد أن بدأت البعثة التنقيب في الجهة الجنوبية الشرقية من المنطقة في خريف عام 2001، حيث تم العثور على بقايا هرم الملك "نب خبر رع انتف"، أحد ملوك الأسرة السابعة عشر.
Bildunterschrift: Großansicht des Bildes mit der Bildunterschrift: عمليات الترميم الخاصة بالاواني الفخارية التي عثر عليها في المنطقة
وكانت البعثة الأثرية استدلت على وجود هرم هذا الملك في منطقة ذراع أبو النجا عن طريق بُردية قديمة ( بردية أبوت) والموجودة حاليا في المتحف البريطاني في لندن، لكن العديد من الصعاب المتمثلة في التحديد الدقيق لمكانه إضافة إلى كبر حجم الردم، جعل من مهمة البعثة في غاية الصعوبة. وفي مقابلة هاتفية مع بولتز قال:" نستطيع الآن أن نجزم بوجود اهرامات حقيقية استخدمت كمقابر لدفن ملوك الأسرة السابعة عشرة، حيث أن منطقة ذراع أبو النجا هي منطقة كانت مقدسة أثناء الأسرة الثالثة عشرة، لكن وجود هرم الملك "نب خبر رع انتف"يؤكد استمرار قدسيتها حتي نهاية عصر الأسرة السابعة عشرة". وإضافة لبقايا الهرم المكتشف تم العثور على مقبرة لأحد رجال بلاط الملك اسمه "تيتي"، لكن تلك المقبرة مثلها مثل العديد من المقابر الموجودة قد تعرضت للتهديم والنهب. كما تم العثورعلى قطع كثيرة من الفخار تعود لعصور مختلفة، حيث تم ترميمها وتجميع قطعها من جديد، لتقدم في النهاية صورة واضحة لتطور صناعة الفخار آنذاك.
اكتشاف سار
Bildunterschrift: Großansicht des Bildes mit der Bildunterschrift: رسم تخطيطي في محاولة لفهم الفن المعماري للهرم
كان موسم التنقيب في خريف 2005 يخفي للبعثة العديد من المفاجآت السارة، حيث عثر في إحدى المقابر/ مقبرة رقم k03.4 بجانب بقايا الهرم على تابوت خشبي مركب، يحتوي على تابوتين أحداهما داخل الآخر. هذا التابوت الخاص بأحد نبلاء الأسرة الثالثة عشرة يحتوي على العديد من النصوص الدينية الخاصة بالعالم الآخر والمعروفة باسم نصوص التوابيت، أما الجدران الداخلية للتابوت فهي غنية بالكثير من الرسومات المرتبطة بالأثاث الجنائزي. وتتضمن هذه كل ما يحتاجه المتوفى في العالم السفلي حسب اعتقادات تلك الأيام. ومازالت النصوص والرسومات الموجودة على جدران التابوت على درجة كبيرة وعالية من الحفظ رغم تعرضه لشيء من التدمير أثناء عملية نهبه واستخراج المومياء من داخله.
بدأ المركز الألماني للآثار المصرية نشاطه في مصر قبل نحو مئة عام/ في عام 1907. وهو بذلك ثاني أقدم مركز للآثار في مصر بعد نظيره الفرنسي. ومن بين أبرز المهام التي يقوم بها إضافة إلى التنقيب عن الآثار تقديم الدعم لجميع الدارسين في هذا المجال. وفي هذا الإطار يضع تصرفهم مكتبة متخصصة تضم مجموعة من المخطوطات والكتابات النادرة.